مكة المكرمة هي المدينة الأكثر قداسة في الإسلام، حيث تحتضن المسجد الحرام والكعبة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم. تقع غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد حوالي 400 كيلومتر جنوب غرب المدينة المنورة، و75 كيلومتر غرب مدينة الطائف، و72 كيلومتر عن جدة وساحل البحر الأحمر. أقرب موانئها هو ميناء جدة الإسلامي، وأقرب مطار دولي لها هو مطار الملك عبد العزيز الدولي. تتميز مكة بموقعها الجغرافي الفريد، حيث تقع عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالًا والطول 49/39 شرقًا، وتغطي تضاريسها الصعبة المكونة من صخور جرانيتية صلبة. تمتد مساحة مكة المكرمة إلى 850 كيلومتر مربع، منها 88 كيلومتر مربع مأهولة بالسكان، فيما تشغل المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام 6 كيلومترات مربعة، وترتفع مكة عن سطح البحر بحوالي 277 مترًا.
كانت مكة في بداية نشأتها قرية صغيرة تقع في وادٍ جاف بين الجبال، وبدأ الناس يتوافدون إليها ويستقرون فيها خلال زمن النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي امتثالًا لأمر الله. ومع تفجر بئر زمزم، بدأ النبي إبراهيم وابنه إسماعيل في بناء قواعد الكعبة.
بحسب إحصائيات عام 2022، بلغ عدد سكان مكة المكرمة حوالي 2,385,509 نسمة موزعين بين أحيائها القديمة والجديدة. وتحتوي مكة على العديد من المواقع الإسلامية المهمة، أبرزها المسجد الحرام الذي يُعتبر أعظم الأماكن المقدسة لدى المسلمين، لاحتوائه على الكعبة، وهي قبلة المسلمين في الصلاة. يُعد المسجد الحرام واحدًا من المساجد الثلاثة التي أوصى النبي محمد بشد الرحال إليها، بجانب المسجد النبوي في المدينة والمسجد الأقصى في القدس. كما أن مكة تعتبر وجهة الحج والعمرة، وتضم الأماكن المقدسة التي يقصدها المسلمون مثل منى، مزدلفة، وعرفة.
**التسمية:**
تعددت أسماء مكة عبر العصور وبلغت أكثر من خمسين اسمًا وكنية، ولكن يظل أصل تسميتها غامضًا. من أبرز الفرضيات أن مكة سُميت بهذا الاسم لأن الناس كانوا "يمكون" فيها، أي يتزاحمون، كما يقال إنها كانت تُسمى "بكة" لأن كل من حاول الاعتداء على حرمتها بكت عنقه. ورد اسم مكة في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة الفتح، بينما ورد اسم "بكة" في سورة آل عمران، وتُسمى مكة أيضًا بأسماء أخرى مثل "أم القرى" و"البلد الأمين".
يرى بعض الباحثين أن صحراء فاران المذكورة في العهد القديم تُشير إلى مكة، وهي المنطقة التي سكنها النبي إسماعيل وأمه هاجر، ويقال إن الاسم عُرّب بمرور الزمن.
